إعلان علوي

قصائد فى حب مصر..مصرَ المهابةِ والقيادةِ والهِممْ

"زووم بلا حدود" وبعيد عن "السياية" قصيده في مصر حب مصر

ما باكتِبش القصايد فيكي بالسّاهِل

برغم انّ القصايد فيكي تستاهل

وانا عُمْري..

ما كنت فحِرْفتي عاجز ولا جاهل

لكن ساعة ما اقول إني هاقول فيكي..

ألاقي الحرف جوايا ما بين مقتول.. وبين قاتل

وعارفه.. كل دا مِن إيه؟

باحِسّ انّ الكلام عنِّك.. سحابه عالية فُوق فُوقي

وانا واقف على قلبي وْعلى حُبّي وْعلى شُوقي..

وبرضه لسه مش طايل!

ولما يقولوا: "غَنِّلْها..

وقُول الشعر ف عينيها عشان يِرضى عليك نِيلها

وتِعدِلْ بَخْتَك المايل"..

أَرُدّ بْكُلّ إحساسي: مَنِيش قايل..

يا مَصر الشِّعر ف عينيكي ما هوش سطرين بيتقالوا

ولا موّال بيتغنّى وانا قايلُهْ ومِتْقالُه

ولا شوية كلام شعارات بيتحطّوا.. ويتشالوا

يا مَصرالشعر ف عينيكي جبال عالية

وحِمْل تقيل..

يشيلُه إبنِك الفارس

وانا لسّه منَِيش فارس

لكنْ حاسِس..

بإني هابقى يوم هُوَّا

ساعتها يا امَّه تِبقى الكِلْمه مِن جُوَّا

وأبقى قَدّ قُول قلبي

وامِدّ إيديَّا لإْيديكي

ساعتها بسّ أستاهِل.. أقول الشعر ف عينيكي

********

*
يا شايلَة كْتير على اكْتافِك

ومش هَمِّك.. وبتشيلي

وساقيَه الكُلّ من دَمِّك

وبتقولي: "فِدا نِيلي"

يا أيُّوبَهْ..

يا غالبَه وانتِ مغلوبَهْ..

يا نِسمَه ف عِزّ صيف باردَهْ

وحُضن ف عِزّ ليل طُوبَهْ

باحبِّك.. وانتِ مش غيرِك

باحبِّك لماتبقِي انتي

بِطين الزرع وبْخيرِك

ف عِشَّه صْغَيَّرَه سْكِنْتي

باحبِّك وانتِ مش "هانم"

ولا لابْسَه الكعوب عاليَه وماليَه وِشَّها أحمر

باحبِّك وانتِ فلاّحَه..

ولابْسَه الحِشْمَه والطِّيبَه وْعلى جْبِينِك.. عَرَقْ أخضر

واحبِّك لما ألقاكي بتتوضِّي.. بميّة نيلِك الأسمر

وبتصلِّي على التّرْعَهْ.. وفَارْدَه الكُون مِصَلِّيَّه

باحبِّك...

وانتِ مصريَّه

ماتبقيش واحدة منسوخه..

وممسوخه..

ف آخْر الصفّ مَرْمِيَّه

يا أُمّي إرفعي راسِك ودُوسي كل مِن داسِك

وِحِبِّيني..

أنا شعبِك.. أنا ناسِك

أناأرضِك.. أنا فاسِك

أنا العايش بأنفاسِك

أنا العطشان لنقطة فايضة من كاسِك

لا انا طمعان انول دهبِك.. ولا ماسِك

دا انا.. ماسِك..

بإيدي الجمر طول عُمْري

ولا خَيِّبت يوم ظنِّك ولا كدّبت إحساسِك

ولو عايزة.. أكون تاجِك

واكون لو عايزة كَنّاسِك

واكون عَلَمِك..

واكون قَلَمِك..

واكون حِبرك وكرّاسِك

واكون كُرباج على ضَهْر اللي يوم غَشِّك

وقرّب إيدُه مِن وِشِّك

وقال لِكْ إنُّه مِن جُندك وحُرّاسِك

وع الخَدّ اليمين ضَرَبِك... وع الخَدّ الشمال.. بَاسِك!

* * *

يا أُمّي... حِسّي بوْجودي

دا انا الكِلْمة اللي فوق سَطْرِك

طب اعمل إيه عشان خاطرِك؟

عشان خاطرِك..

أكون مَدْفَعْ..

واحارب في صفوف الجيش

واكون أجدَعْ..

واحارب في طابورالعيش

ولو ينفع..

أعيش زيّ الملايكة هاعيش..

ولا آكُل.. ولا أشرب.. ولاأحزن.. ولا أغضب

ولو كان اللي جاي أصعب.. ولا يهمِّك

ما انا اتعودت يا (غالية).. على (الغَلَيان)

وإنّ الفاضي دلوقتي.. صَبَح بيصُبّ ف الملْيَان

وإنّ المَكسي عايز هِدْمَة م العِريان

وإنّ سعادة الشبعان..

بيطلُب لُقمة م اللي مقضّي طول عُمرُه نهار رمضان!

أنا اتعودت ع الدنيا اللي بالمقلوب

وع اللي بيتُه مَبنِي إزاز لكنْ وَاصِل

فيِحْدِف حِلْمِنا بالطوب!

* * *

أنا اتعودت..

ع الجري اللي للمتاعيس

وع الزفّة اللي فوق أرضي ومش ليا

وماشي فيها ألف عريس..

وبنت بنوت..

حِلمت ف يوم تكون ليا.. واكون ليها

حِلمت اسكن على نيل رمشها الصافي

واقابل بُكرة ف عينيها

حِلمت بكل شيء فيها

وفجأة ألاقي أحلامي..

سما عمّالة بتمطّر سيول كوابيس

فاقوم من نومي من فزعي

ألاقي الصبح بيشقشق على وجعي

يصحّيني بُكا الأشعار

فأغسل وشّي بالأخبار

واحضّر من همومي فْطار..

يكفّي قلبي طول الشهر

وابلّع لُقمتي.. بالقَهر

ولما اشبع من الأحزان..

أبوس على إيدي وش وضَهر

واقول.. نِعمَه

هتفرق إيه.. نشوف الدنيا أو.. نِعمَى؟

يا مصر القلب مش قادر يشوف غيرِك

ولا قادر ينول... خيرِك

ولا قادر.. يكون مِن غير جناح طيرِك

لكن برضه بيستحمل يقول.. عادي.. ولا يهمِّك

أنا اتعوّدت يا غالية.. فمدُّقّيش

ما انا هافضل كده عايش على أمل اني بُكرة هاعيش!

واقضّي عُمري مش فارقة..

ألاقي اللقمة.. أو ما الاقيش

وانام برضُه جعان.. لكنْ...

أخاف احلَم...

بسوق العيش!


                                                      للشاعر مصطفى الجزار
                            مع تحيات احمد جمال مرواد

                                                      قصيدة ثانية

فى حب مصر

 

وسُئلتُ عن "مصرَ" الهرمْ
"مصرَ" المهابةِ والقيادةِ والهِممْ
"مصرَ" الصبوحةِ مثلَ طفلٍ يبتسمْ
مصرَ الطليقةِ مثلَ سَيلٍ يَحتدِمْ
مصرَ الأنيقةِ والرقيقةِ
والمليئةِ بالنِّعَمْ
كيفَ ارتضينا حالَها ؟
صارتْ عدَمْ ،
شعبًا كقُطعانِ الغنمْ
والذئبُ يجلسُ في نَهَمْ
مُتحفِّزًا للقنصِ من حُمْرِ النَّعَمْ
مصرَ التي صارتْ ألمْ ،
صارتْ ندمْ
سرقوا أساورَها ؟ نعمْ
قطعوا جدائلَها ؟ نعمْ
نهبوا مكاحلَها ؟ نعمْ
نزعوا الأظافرَ ، والخواتمَ ، والقلادةَ ،
والقلمْ
سرقوا اللباسَ الخارجيْ ،
والداخليْ
تركوها عاريةً
وفرَّ "المعتصِمْ"
عَرضُوها في سوقِ النِّخاسةِ
ثم بِيعَتْ للكلابِ ، وللرِّمَمْ
مصرَ التي كانتْ كأروعِ ملحمةْ
هو رُبعُ قرنٍ
ثمَّ أصبحْنا خدَمْ
في الصبحِ ضربٌ بالسياطِ
وفي المساءِ هناكَ ضربٌ بالجِزَمْ
والكلُّ فينا مُتَّهَمْ
ويُدانُ إن يَنْفِ التُّهَمْ
ويُصنِّفوننا عندَهمْ
شعبًا عبيطًا مُحترمْ
والسيدُ السلطانُ يجلسُ يبتسمْ
فلتسألوهُ : هل التَزمْ ؟
حلفَ القسمْ ؟
كانَ القسمْ ..
عنَّا يَزودُ ، وأن يَقودَ ، وأن يَجودْ ،
بالقسطِ يحكمُ إن حَكَمْ
ليظلَّ خفَّاقًا لنا هذا العَلمْ
يا سادتي واللهُ أعلمُ ربَّما ..
كانَ القسمْ :
( واللهِ منكم يا كلابُ سأنتقم )
وقد انتقَمْ
*****
وسُئلتُ عن مصرَ السلامْ
فأجبتُهمْ :
أينَ السلامْ ؟
مصرُ التي قد كانَ يومًا
نصفُها أيتامْ
مَن قالَ عن هذا سلامْ ؟
هل كلُّ غُصــنٍ تحتَهُ باضَ الحمامْ ،
واثنينِ يومًا وقَّعا ..
مُسودَّةً بالحبرِ والدمِّ الحرامْ ..
فنعيشُ ننعمُ بالوئامْ ؟
مَن قالَ إني قد نسيتُ للحظةٍ
شهداءَنا ؟
من قالَ إني قد نسيتُ دماءَهمْ ،
أو دَفنَهم أحياءْ ؟
أنا ما خرجتُ يا سيدي
عن مِلَّةِ الإسلامْ
شُهداؤُنا ..
أرواحُهم تأتي إلينا في المنامْ ..
وتقُضُّ مَضجَعَنا
فقُلْ لي سيدي
من ذا ينامْ ..
مازلتُ أسمعُ صوتَهم
صوتَ الأنينِ من العظامْ
صوتًا يُنادينا ويَصرُخُ دائمًا
فوقَ المقابرِ ،
والشواهدِ ، والحُطامْ :
فإلى متى ستُنَكَّسُ الأعلامْ ؟
فأجبتُهم :
واللهِ مثلي لن ينامْ
لكن...
يا حسرتي
كلُّنا ..
صِرنا حمامْ لما اسمة السلام؟

زووم بلاحدود