بسم الله الرحمن الرحيم
قصة قصيرة بنات الحور بقلم الاستاذ/ جمال مرواد
فى ليلة من ليالى الصيف الحارة وقد اختنق الجو بالغبار وضوء القمر الشاحب يبعث على الخوف و القبضة كنا نسير أنا وزملائى
ورفاق الصبا نلعب ونجرى ندور فى شوارع القرية الضيقة التى إمتلأت بروث البهائم ورائحة الطبيخ والتقلية.
لحظة توقف اللعب أمام همس بعض الكبار و ألتفات النساء حولهم يتسائلون ثم سرعان ما تحول الهمس إلى عبارات الذعر
والدعاء ربنا يستر وبدأنا نفهم المطلوب.
القمر مخنوق ولونة متغير ولابد من مخاطبة بنات الحور أن يتركوة ويرفعوا أيديهم عنة ليرتد له لونة ويرسل أشعتة الفضية
للكون بأكملة بدأ الأولاد و البنات من سنى يتسارعون الى صفائح علب السمن أو بعض الطبلات المكسورة من عنقها ولم يبقى
منها إلا القرص الدائرى ومعهم العصا والكل يدق على الطبل والصفائح مرددين
يابنات الحور سيبوا القمر يدور
يابنات الحور سيبوا القمر يدور
كان لو القمر يزداد سوادا شيئا فشيئا حتى أصبح لونة مخيفا مفزعا خاصة لى وسمعت عبارات الكبار تردد
القيامة هتقوم ربنا يلطف فجاءة خطر ببالى الخمسة قروش التى قمت بإدخارها على مدى شهور الماضية من مصروف المدرسة
فكان كلما أدخرت ملبغا صرفتة وكان هذا آخر مبلغ معى وقلت فى نفسى القيامة هتقوم وما فائدة من الفلوس لمن أتركها
وأسرعت أبحث عنها بين مرتبتى السرير كل قطعة بخمسة مليم وأشتريت بالخمسة قروش كلها كرملة أعطيت زملائى بعض منها
والباقى مشيت فى الزفة ندعو للقمر وبين الحين والحين أضع واحدة من الكرملة فى فمى كان معى عددا من الكرملة لا بأس بة
وحتى أستطيع أن انتهى من كمية الكرملة التى معى كنت أقرقش الكرملة ولا امصها.!
أستمرينا حتى منتصف الليل ندور فى الشورارع والأزقة مهللين ومكبرين والكل يدعو ويطلب من بنات الحور أن تترك القمر
وبعد أن أنقشفت الأزمة وفاتت تللك الليلة تحسرت على الخمسة قروش التى صرفتها بدون داعى على الكرملة لم يكن
لها أى طعم ولم أتذوقها او استمتع بها.
بل كنت أقرقش وأبلع لانتهى منها بسرعة قبل ما القيامة تقوم ويموت القمر ونموت جميعا وبعد أن تدرجنا فى التعليم ووصلنا
مراحل لابأس بها عرفنا ان فى ذلك خسوف القمر وأنة يحث كل فترة زمنية ولا تنتهى الحياة عند الخسوف وبعد أن تقدم بنا العمر
وكلما حدثت ظاهرة الخسوف اتذكر تلك الليلة التى بكى فيها القمر وبكينا معة وعلية وبكيت انا أكثر على الخمس قروش التى
انفقـتها دون داعى على الكرملة.
حقوق الطبع والنشر محفوظة للأستاذ/ جمال مرواد
أضف تعليق