إعلان علوي

أحلام البسطاء..بقلم جمال مرواد

زووم بلاحدود -قصص

أحلام البسطاء..بقلم جمال مرواد

يسكن منصور فى نهاية الشارع الضيق فى غرفة متواضعة من الطين مع ابية وأمة فى هذة الغرفة تتم المعيشة الكاملة كان يشغل الجزء الاكبر منها سرير مبنى ايضا من الطين يعلو الأرض بثلاثة اشبار علية مرتبة بالية من القطن اكل عليها الزمان

وشرب سنوات طويلة وكانت البساطة والفقر تخيم على كل شئ فى المكان على الأوانى المطبقة التى يعلوها سواد من معظم اركانها واعدادها لا تزيد على اصابع اليد الواحدة والغطاء بطانية قديمة من أهل الخير كان الجيران كل يوم يصبحوا على صياح "عم حسين" لإبنة منصور وزوجتة يلا يا ولد يلا يا ولية تأخرنا على المدبح.

أحلام البسطاء..بقلم جمال مرواد
أحلام البسطاء..بقلم جمال مرواد

 

كان عم حسين يملك عربة كارو وكانت مهمتة نقل اللحمة المدبوحة من المدبح الى المحلات الجزارين ويمشى ساحبا الحمار ومن خلف العبرة يمشى منصور يجر قدمية المثقلتين من التعب واللعاب يسيل من فمة فكان مريضا بالبلاهة وكان هذا المشهد يتكرر يومين فى الاسبوع يوم الاثنين والخميس وباقى الايام لا عمل لهما .

وكانت احلام منصور بسيطة تنحصر فى قرصين من الطعمية الساخنة فى الصباح يشتريهم من عم حنفى على اول الشارع فكلما مر منصور من امام الطعمية يسيل لعابة يطلب من والدة رغيف و قرصين طعمية وكان والدة يطاوعة أحياناً أخرى يعطية عم حنفى الطعمية بلا مقابل اشفاقً علية وحلمة فى المساء حتة "هريسة"  أو حلاوة طحينية يمن علية بها بقال الحى وبعدها يذهب للنوم بجوار أمة وأبية ..ليس لهم أقارب من بعيد او قريب ولم يخرجوا مرة خارج المدينة يربطهم بالله رباط قوى فهم دائما يدعو الله ويحمدوه .

 

ظلت الأيام تمر عليهم على هذا الحال من التكرار لا يميز اليوم عن الأمس اى تغير وفى احد ايام الصيف استيقظ منصور مبكراا على غير عادتة قبال ابية وامة وأخذ يهز أبية النائم بجوارة الذى كان يشخر بأنتظام طيلة الليل من التعب والإرهاق فلم يتحرك من مكانة او يرد على منصور فالتفت منصور الى أمة  امى امى  ابويا مش عاوز يصحا ضحكت أمة من كلامه وقالت له يا واد سيب أبوك نايم تعبان من إمبارح  راح المدبح ثلاث مرات ثم استدارت تداعبه وتوقظه بحنان قوم يااحسين فلم يتحرك  فتحسست يديه و قدميه فأحست بالبرودة الشديده فيهما  فهزت رأسه وفتحت عينيه وهنا ايقنت انه  فااااااااارق الحياة صرخت وصاحت 

يا مصيبتى  رد عليااا يا حسين اروح لمين بعد يااا حسين .

التم اهل الحتة والجيران  يواسونها ويختضنوا منصور وبعد أن قاموا بإجراءات الغسل والجنازة دبروا مبلغاً من المال واعطوه لأم منصور  ...ظل الحزن والدهشة مسيطر على منصور ايام وليالى بعد موت أبية ولم تعد تشدة رائحة الطعمية السخنه ولا الحلاوه  والهريسه فى المساء ..... اصبح هائما يمشى فى طرقات المدينة نهارا ومساءً  حت تتعب قدماه ويخلد للنوم بجوار أمة التى اصاب عينها المرض وأصبحت الروئية تكاد تنعدم عندها بعد موت زوجها الطيب الذى كان يتقاسم معها اللقمه واصبحت كلما رأت العربة والحمار  رابضين امام الغرفة يزداد حزنها وتهجم عليها الزكريات ولا تتوقف عينها عن البكاء .. لم تتحمل  هذا الوضع  طويلاا وبعد اسبوع من وفاه زوجها مات هى الأخرى وهى جالسة امام غرفتها تنتظر منصور الذى ذهب يجوب الشوارع ولم يعد من الصباح.

زووم بلاحدود - حقوق النشر محفوظة